Skip main navigation

كيف يبدو عِلمُ الآثار في المظاهِرِ الطبيعية البازلتية؟

نتعرَّفُ في هذا القسمِ على المظاهِر الآثارِية التي نَجِدهُا في المظاهِر الطبيعيةِ البازِلتِية.

هل أنت مُتحمِّسٌ لمعرفةِ المزيد عن الآثار الذي يُمكِنُ إيجادُها في هذا المشهد البازلتي؟ دعونا نستكشف ذلك الأمر هنا.

تشملُ البقايا الأثرية في بازلت حمص مَعالِماً مٌختلِفةً والتي نادراً ما تُوجدُ في المناطق التي يكون فيها البناءُ بِالطابوق الطيني (اللِبِن) هو القاعدة. على سبيل المثال: يُمكِنُ إكتشافُ كثافة عالِية من خلالِ عِدَّةِ آلافٍ من المدافِن أو المدافِن المَبنِية بِالحِجارةِ أو بِرُكامِها (الأشكال 1-5) والتي تصِلُ إلى 200 لكل كيلومتر مُربع، ليس فقط على الأرضِ ولكن أيضًا بِإستخدامِ مِسُوحاتِ الإستشعار عَن بُعْدٍ. هذا ولا يتُّمْ توزيعُ رُكام الحجارة (الكيرنز) بالتساوي، حيث يتجمّعُ بعضُها حول البُحيرات الموسِمية ويُشكِّلُ البعضُ الآخر مجموعاتً على طولِ قِمم الأرض المُرتفِعة، وهي أقلُّ شيوعًا في قِيعان الوادي.

ماذا تعتقدُ أن يكون هذا الأمر؟ هل دُفِنتْ هذه الحجارةِ بسببِ تراكُم الرواسب في قاع الوادي؟ هل تمَّ إزالتُها عبر مَراحِلٍ مُتتالِيةٍ من الزراعة ؟ أم أنها نادرا ماقد تمَّ وضعُها في قيعان الوادي من قبل الأفراد الذين بنوها؟

نجدُ أيضًا عددًا من المناطق الحجرية المُسيّجة والتي غالبًا ما تكون دائرية الشكل (الشكل 6). قد يكون بعضها مُرتَبِطًا بِرعِي الحيواناتِ.

تُقدِّمُ ثلاثُ صورٍ مظاهرَ من حجارةِ الكيرنز مُختلِفةً من الأرضِ. تظهرُ إثنانُ منها عبارةٌ عن إندماجٍ من الصخور الكبيرةِ، في حين يكون الثالثُ عبارة عن كومة طويلةٍ مبُعثرةٍ من الحِجارةِ.
الشكل رقم 1: أمثلةٌ لإشكالٍ مُختلِفة من رُكام الحجارة كما تظهرُ من الأرضِ. الصورة بترخيصٍ من غراهام فيليب. (إنقر لتكبير الصورة)
تُظهِرُ صورةٌ من مستوى الأرض كومةً من الحجر مبنيةً من أحجارٍ عريضةٍ وُمسطّحةٍ واقفة على حافةٍ تُشيرُ إلى قاعدةِ الحجرة مع صخورٍ أكبرٍ مُكدّسة فيها وقد سقط بعضها خارجَ حدود حجر الكيرن هذا.
الشكل رقم 2: منظرٌ قريبٌ لحجرةٍ صغيرةٍ كما تظهرُ من الأرضِ. الصورة بترخيصٍ من غراهام فيليب.
رُؤيةُ كومةٌ من حجارة الكيرن من الأرضِ مبنيةٌ من حِجارةٍ كبيرةٍ أو صخورٍ صغيرةٍ. تظهرُ هذه الكومة في حالتها الحالية وهي مُكدّسةٌ معًا بِشكلٍ فَضفاضٍ.
الشكل رقم 3: منظرٌ قريبٌ لرُكامٍ من الحِجارةِ كما تظهرُ من الأرضِ. الصورة بترخيصٍ من غراهام فيليب.
تُحدِّدُ مجموعةٌ من الصخور الكبيرة موقعَ رُكامَ حجارةِ بسيط يُمكِنُ رؤيتَه من الأرضِ.
الشكل 4: منظر قلريب لحجرة صغيرة كما تُرى من الأرض. الصورة بترخيصٍ من غراهام فيليب
تُشيرُ ثلاثُ صخورٍ كبيرةٍ إلى ركامِ حجارةٍ بسيط. يُوجدُ خلفها مباشرةً جداراً حجرياً جافاً يُشيرُ إلى حدودِ مزرعةٍ والتي قد تكون مأخوذةً من الحجر.
الشكل رقم 5: منظرٌ قريبُ لحجارةٍ صغيرةٍ من الأرض. تظهرُ المنطقة المزروعة بِأشجارِ الزيتون في هذه الصورةِ وقد تمَّ تطهيرها بواسطة الجرافات. الصورة بترخيصٍ من غراهام فيليب.
رُؤيةُ منطقةٌ مُسيَجةٌ حجريةٌ دائِريةٌ في صورةِ القمر الصِناعي مُقسَّمةٌ في عدةِ أماكنٍ بواسطةِ حُدود حقلٍ حديثٍ ولكنها لا تزال محفوظةً بِوضوحٍ. هذا وتُظهِرُ صورتان داخلِيتان حدودَ هذا المنطقة المُسيّجة كما تُرى من الأرض، حيث بقيتْ كأساسِ جِدارٍ حجري مُنخفِضٍ مَبنِي من حِجارةٍ كبيرةٍ وصخورٍ صغيرةٍ.
الشكل رقم 6: تُظهِرُ صورة قمر صناعي منطقة مُسيّجة دائرية موضوعة داخِل مظهر طبيعي زراعي حديث جنباً إلى جنبٍ مع قسمين من حدود الهيكلِ تمتْ مشاهدتها من الأرض. التصوير الأرضي بترخيصٍ من غراهام فيليب، صورة القمر الصناعي: Landsat 7 بِترخيصٍ من هيئةِ المسح الجيولوجي الأمريكية (إنقر لتكبير الصورة)

بغَضّ النظرِ عن رُكامِ الحِجارةِ، هناك مَعالِمٌ أخرى واضحةٌ جداً وهي وجودُ الكثيرِ من الجُدران الحجرية المُنخفِضَة والتي هي حدودُ الحُقولِ. هذا وقد تٌمثِّلُ بعضُ الجُدران القديمة ما تبقى من التخطيط التفصيلي (القنطورياطي) وهو نوعُ من تقسيمِ الأراضي على نطاقٍ واسعٍ والذي حدث عندما كانتْ المنطقة تحت السيطرةِ الرُومانِية. تمَّ بعد ذلك تقسيمُ الوحدات الكبيرة التي تمَّ إنشاؤها في العصر الروماني إلى حقول أصغرٍ بِإستخدامِ جُدران إضافية ولكنها لا تزالُ مرئيةً بوضوحٍ في تصاميمِ الجُدران (الشكل 7).

صورةٌ مُدرَجةٌ لعلامةٍ قديمةٍ أو علامةٍ حدوديةٍ حجريةٍ تظهرُ بِجوار صورة قمر صناعي باللون الأبيضِ والأسودِ لأنظمة الحقولِ الحديثة. يُظهِرُ سهمٌ موقعَ إندماجَ الحجرِ ويُسلّطُ الضوءَ على منطقةٍ مُحتملةٍ مع مثالٍ على المسحِ التفصيلي القديمِ.
الشكل رقم 7: مثالٌ على المسح التفصيلي الأرضي في منطقةِ البازِلت، حيث يُرى من الأرضِ (على اليمين) جدار حدود حجري ميداني ويظهرُ موقعه في صور القمر الصناعي (على اليسار). التصوير الأرضي بترخيصٍ من غراهام فيليب. صورة القمر الصناعي CORONA بترخيصٍ من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. (إنقر لتكبير الصورة)

كيف يمكن لِنِظامِ الإستشعارِ عن بُعْدٍ بِإستخدام صور الأقمار الصناعية أن يساعِدَ في مثل هذا السياق الطبيعي؟ يمكنُ كبدايةٍ أنْ يوفِّرَ قاعدةَ خريطةٍ مع الكثير من المعلوماتِ البيئية المُفيدة وأداةَ تنَقُّلٍ أساسية للعملِ المَيداني. يمكن أن يكون هذا مظهراً طبيعيًا صعبًا يستطيعُ المرء أن يجد فيه توازنه وهذا الأمر بدورهِ يُسهِّلُ التحليل المكتبي التحضيري، مما يجعلُ المسحُ الميداني أكثرَ كفاءةٍ. هذا ويُمكنُنا من خلال تحديدِ ورسمِ خرائِط لأشكالٍ وأحجامٍ مُعينة من الحقول أن نرى أنماطًا في تخطيطِ المظاهِر الطبيعية مثل التخطيط القنطورياطي في البقايا الأثرية والذي تمَّتْ مُناقشتُه أعلاه.

في نهاية المطاف، يمكنُ أن تُساعدَ هذه العملية في تحديدِ فئات البقايا الأثرية التي لم يتُّمْ تمثيلُها بِشكلٍ كافٍ مُسبقًا، على سبيل المثال: حرثُ مواقع الفترة الرومانية والإسلامية في مناطقِ صخر مارل الطيني ورُكام الأحجار (كيرنز) وأنظمة الحقول والمُستوطَنات المُرتفِعة في المناطِقِ الحجريةِ.

This article is from the free online

الآثارُ المُعَرَّضةُ لِلخطرِ: إستِخدامُ نِظامُ الإستِشعارِ عنْ بُعدٍ لِحمايةِ التُراثِ الثَقافِي

Created by
FutureLearn - Learning For Life

Reach your personal and professional goals

Unlock access to hundreds of expert online courses and degrees from top universities and educators to gain accredited qualifications and professional CV-building certificates.

Join over 18 million learners to launch, switch or build upon your career, all at your own pace, across a wide range of topic areas.

Start Learning now